-A +A
عبده خال
طموح الدولة يعانق السحاب، والإعلام يعانق الأتربة التي رانت عليه ولم يستطع الفكاك من «غبرتها».. وحين تتحرك مواقع التواصل الاجتماعي تكون حركتها عشوائية من الاستناد على معلومة أو معرفة استراتيجية الدولة في الإقدام على تحقيق استراتيجيتها ولذا تتضارب الأخبار ويذهب معظمها إلى خانة التشكيك.

وفي ظل غياب الإعلام الرسمي تنازع الناس أخبار إزالة عشرات الأحياء في مدينة جدة، وبالأمس – وبعد مضي المحرضين في غيهم – ظهر لنا برنامج في الصورة إعداد وتقديم الزميل عبدالله المديفر اتضحت الصورة فعليا عن مشروع الدولة العظيم في إزالة الأحياء العشوائية.. كان برنامجا ضافيا غطى جميع النواقص المعرفية لدى الناس عن مشروع الإزالة.


كانت حلقة متكاملة حيث استضاف جميع المسؤولين عن مشروع الإزالة لتوضيح نقاط جوهرية تجعل المواطن في حالة رضا كاملة عن المشروع، وكذلك إظهار ما قامت به الدولة – من خلال أجهزة حكومية متعددة – في رعاية المواطنين الذين تمت إزالة بيوتهم.

وكان من المفترض تحرك الأجهزة الإعلامية لإظهار مشروع بهذه الضخامة والأهمية لكن ما حدث قد حدث.

والجميل أن جميع الأراضي المنزوعة عادت إلى ملكية الدولة بينما كان يشاع أن تلك الأراضي سوف توكل إلى المستثمرين (مع أن الخطة الأولى لإزالة حي الرويس أثبتت فشلها)، وكانت تجربة أثبتت فيها الدولة قدرتها على إعادة مدينة جدة عروساً حقاً بتملكها الأراضي وتنفيذ الفكرة الاستراتيجية بما يحقق رؤية 2030.

ولأني ممن تباكى على الذكريات مع إزالة الأحياء بسبب افتقاري للمعلومة، حيث كنت مثلي مثل بقية الناس غير مزود بأي معلومة تكشف عن حقيقة هذا المشروع الضخم، الآن يمكننا استعادة جمال جدة بذكرياتها وجمالها، فمع الإزالة سيذهب كثير من الأراضي المنزوعة إلى مشاريع تنموية.. والجميل أيضاً أن تلك الأراضي سوف ستكون مشاريع سكنية للمواطنين.

واقتراحي – إن كان لي اقتراح – الإبقاء على مسميات الأحياء القديمة التي تمثل لب مدينة جدة، بمعنى أوضح بعد الإزالة والبدء في المشاريع السكنية على أجمل وأحسن طراز يكون الإبقاء على مسميات الأحياء في مواقعها نفسها.. بحيث لا تفقد خصوصية المكان بل إظهاره في حلته الجديدة.

أحياء كثيرة نهضت كتاريخ لمدينة جدة (البغدادية، الشرفية، الصحيفة، الكندرة، العمارية، الهنداوية، النزلة، مدائن الفهد...) هذه الأحياء سوف تحافظ على روح جدة بشكلها الحديث.

وأتمنى على صاحب رؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الإبقاء على هذه المسميات بعد تجميلها وخلقها بروح العصر، فالإبقاء على المسمى هو تثبيت تاريخ برونق مستحدث يليق بدولة من دول الـ20.